سامسون
درة البحر الأسود المكنونة

 

 

يفصل النماص عن مدينة أبها 150كم لجهة الشمال، وتبعد عن مدينة الطائف 450كم جنوبًا. تنقسم المحافظة من الناحية التضاريسية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي المنحدرات المطلة على سهل تهامة أو ما يسمى بالإصدار، والسراة «جبال السروات»، وهي جزء من المرتفعات الغربية أو الدرع الغربي، والهضاب الشرقية المسماة لدى سكان المنطقة «بنجد». أدى موقعها على طريق الحج القديم إلى ازدهارها كمركز تجاري، وحاليًا ساهم الطريق الرئيس: الطائف- أبها في انتقال السكان إليها، ما أدى إلى زيادة الرقعة العمرانية والخدمات الحكومية، وزاد ذلك من تطورها في النواحي الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية.

مشاهد تأسر القلوب
في النماص يرى الزائر السحاب تعانق قمم الجبال في مشهد خيالي يأسر القلوب، خصوصًا إذا ما تساقطت زخات المطر المنعشة، أو الثلج الذي يحول أرض المحافظة إلى مسطحات ناصعة البياض فتبدو في غاية الجمال والروعة. تنتشر ظاهرة الضباب الكثيف الملامس لسطح الأرض في المنطقة، وتستمر أحيانًا بضعة أشهر، خصوصًا في فصلي الشتاء والربيع، حيث لا تتجاوز الرؤية الأفقية بضعة أمتار. أما في فصل الصيف، فيضفي الضباب الذي يلامس قمم الجبال مسحة من الجمال الأخاذ على طبيعة المنطقة، فضلاً عن أن محافظة النماص عبارة عن حديقة كبيرة حباها الله جمال الطبيعة، وكثرة المتنزهات، والغابات، والمقومات السياحية الطبيعية التي تزخر بأماكن أثرية قديمة، ما جعلها تشهد، دائمًا، إقبالاً سياحيًا كبيرًا من الزوار والمصطافين على مدار العام. فأصبحت مصدر جذب للاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة
.


متنزهات النماص
ينتشر في النماص العديد من المتنزهات الرائعة التي تعطي المصطاف خصوصية متفردة. من هذه المتنزهات: رؤوس شري، وتقع في الجنوب الغربي للمحافظة وتبعد حوالي 15 كيلومترًا عن النماص، وقرية الميفا، وهي قرية قديمة تقع على رأس جبل يقع على بعد 10 كيلومترات من المدينة. تتميز تلك القرية بكثرة مبانيها الجيدة المبنية بالحجر، كما تقع داخل مناطق مزروعة، وتقدر مساحتها بكيلومتر مربع واحد، وكذلك متنزه شعف بني بكر، جنوب غرب النماص، ومتنزه بدعة، ويطل على تهامة، غرب مدينة النماص. له مداخل عدة أحدها بالقرب من مبنى الدفاع المدني، والثاني من الشارع العام قرب سوق الثلاثاء، والثالث من وسط المدينة. وقد زودته بلدية النماص بألعاب للأطفال ومظلات. وبها متنزه شعب العين، ويطل على تهامة، ويبعد حوالي 2كم من منتصف المدينة إلى الغرب، وله مداخل عدة من الشارع العام، وهو متصل بخطوط متنزه عناق، ومتنزه شحر. هذا المتنزه يقع على قمة جبل «شحر» المطل على مدينة النماص، وقد زود بخدمات الإنارة، والمظلات، وألعاب الأطفال. كما أقامت بلدية النماص على قمة الجبل استراحة لاستقبال زوار المحافظة. من بين متنزهات النماص التي اهتمت بها، أيضًا، بلدية النماص اهتمامًا كبيرًا، متنزه آل وليد، حيث أعدته البلدية ليكون متنزهًا خاصًا بالعائلات، وزودته بالخدمات المطلوبة، ويبعد حوالي كيلومتر واحد عن الطريق العام، ويقع في الشمال الغربي من النماص. من مطلاته العالية ينظر السائح إلى أغوار مناطق تهامة السحيقة
.

هناك، أيضًا، متنزه عناق وجبل ناصر، ويقع على بعد 3كلم شمال غرب النماص، وهي متنزهات جميلة ذات كثافة نباتية عالية. وقد قامت البلدية، أيضًا، بمد الخدمات إلى هذه المتنزهات، حيث هيأت أماكن لجلوس العائلات داخل هذه الغابة، لكي تكون كل عائلة مستقلة عن الأخرى، كذلك هناك متنزه شعف صدريد وشعف آل زيدان «جبل مرير» وهو من أجمل المناطق، ويقع في الشمال الغربي للنماص على امتداد الشريط الحدودي. يعد من أكبر المتنزهات وأجملها، حيث يطل على وادي الغيل في الإصدار، وهو مشهور بزراعة الموز، والكادي، والبن. منه نشاهد سهول تهامة في الغرب، والقرى التابعة لمحافظة النماص من الشرق.
من أجمل المتنزهات المفتوحة هناك، أيضًا، شعف الكلاثمة، ويقع جنوبًا عن شعف آل وليد في منطقة الشفاء المطلة على تهامة. وهناك قصر المقر التراثي السياحي الذي يحتوي على عدد من المخطوطات والقطع الأثرية النادرة، ويضم حديقة حيوان مصغرة تحتوي على عدد من الحيوانات شبه المنقرضة والنادرة التي كانت تقطن النماص. أما شعف بن بكر غرب المحافظة فهو لا يختلف عن المتنزهات الطبيعية في النماص ويقع فيه جبل فحصان، ويزخر بالغابات، ووجود عدد من الطيور النادرة والحيوانات البرية.

أودية شرقية
كذلك الأودية والمتنزهات الشرقية في النماص كثيره ومنها وادي الغرب، ويطل على وادي نشيان إلى الشرق من قرية بني مشهور، ووادي العطف، ويبعد حوالي 3كم إلى الشرق من مدينة النماص، ووادي شعبان، إلى الشرق من مدينة النماص، ووادي ترج، ويبعد حوالي 20كم شرق مدينة النماص، ويعد من الأودية الكبيرة دائمة الجريان معظم أيام السنة، ووادي بدوة وسد وادي بدوة، إلى الشمال الشرقي، ويبعد حوالي 17كم، وفرعة سلمان، وبها عدد من الأودية دائمة الجريان، كما يوجد به ملعب، ومقر لنادي السروات بالنماص، وبعض النقوش الأثرية على الصخور، ووادي مدار، إلى الجنوب الشرقي من مدينة النماص، ويبعد حوالي 10كم وبه غابات من شجر العرعر والطلح.

قرية المقر السياحية
في النماص توجد قرية «المقر» السياحية، وهي من أحدث القرى السياحية من حيث الفكرة والتصميم، وتحتل مساحة 1,300 متر مربع فوق جبال السروات، وتشتمل على القصر الأندلسي، والقرية التهامية التراثية، ومبنى الإسكان السياحي، بجانب مطاعم، واستراحات، ومطلات خارجية، وحديقة للحيوانات. وقد روعي في تصميم القرية المواءمة بين التراث العربي والإسلامي القديم في الأندلس، والتراث السعودي في تمازج الألوان، والرسوم، والأشكال الهندسية المتنوعة.

الأماكن الأثرية
في النماص العديد من المواقع الأثرية ويرجع بعضها إلى القرون الأولى من تاريخ الإسلام. من هذه المواقع: مدينة «الجهوة» الأثرية ويعود تاريخها إلى عام 250هـ، ومسجد «صدريد» ويعود بناؤه إلى عام 110هـ، ومسجد «الأعاسرة» ويعود بناؤه إلى عام 190هـ، وقلعة آل عليان الأثرية وتقع في مركز السرح بوادي حلباء. يعود تاريخ هذه القرية إلى ما قبل الإسلام. بها، أيضًا، مدينة مندثرة تدعى مدينة الحزبان وإن كانت مخطوطاتها لا تزال سليمة وواضحة ومنقوشة على الصخور، ومنابر وادي ترج. وبها مقابر جاهلية وإسلامية بعضها متعدد الأدوار، وبنيت على طريقة تلك العصور.

الأسواق الشعبية
في النماص سوق شعبية أسبوعية هي سوق الثلاثاء، أو سوق الإقبال كما هي معروفة في المنطقة. تتوافر في السوق جميع السلع مثل التمور النادرة، والعسل الطبيعي المحلي، وتتوافر به الصناعات اليدوية للمنطقة، سواء الصناعات الحديدية، أو الفضية، والأطباق، والصناعات اليدوية من سعف النخيل، وكذلك الأشياء التراثية مثل الجنابي، والخناجر، والسيوف، والبنادق القديمة التي يستعمل بها ملح البارود مثل الفتيل والقمع، إضافة إلى توافر جميع الحبوب التي تزرع محليًا.
في موسم الصيف من كل عام يكون لمحافظة النماص برنامج سياحي متنوع تشتمل فعالياته على البرامج الثقافية، والترفيهية، والرياضية، بالإضافة إلى الحرف اليدوية، والسوق الشعبية، والألعاب التراثية، والألوان الشعبية
.